نشاة الطفل
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نشاة الطفل
إن سلوك الطفل منذ الطفولة المبكرة ينشأ على ثلاث مبادئ رئيسية أهمها دور الأبوين ودور المدرسة والبيئة المحيطة فالأم مدرسة بحد ذاتها وهي تقوم بالدور المباشر في تربية ومراقبة سلوكه وتوجيه أفكاره فهي التي تقوم بالدور الأهم في نشأته نشأة سليمة والأب يقوم بدور المشرف التربوي والموجه القدوة للطفل، فالطفل لديه غريزة في حب التقليد ونشاهد ذلك من خلال تقليده لأبويه في طريقه الكلام والتصرفات فإذا كان الأب على سبيل المثال يقوم بعادة سيئة مثل شرب الدخان ومن ثم رآه الطفل وشاهد تلك العادة السيئة تجده وبدون أي تردد يقوم بتقليد تلك العادة دون مجرد التفكير إلى النتائج السلبية والخطيرة المترتبة على ذلك لأنه يضع الأب الإنسان القدوة الذي يقتدي بشخصيته ومثاله الأعلى في التصرفات والأفكار وعندما تكون تلك الأسرة متفككة اجتماعياً وفكرياً ينتج عنه طفل ضائع واحتمال انحرافه وارد لشدة تأثره بالبيئة الأسرية فهذا الأب مثلاً كثير السفر ولا يتواجد بمنزله لانشغاله بأموره الخاصة والعمل وتلك الأم منشغلة بهموم الدنيا ولا تأبه باهتمام لفلذة كبدها والابن ضائع بين أبويه واحتمالية انحرافه كبيرة جداً وخاصة في فترة المراهقة تلك الفترة الانتقالية والتي تعكس مدى تربية الإبن وعبارة عن ناتج سنوات التربية التي مر بها خلال مراحل نموه ثم يأتي الدور الآخر المهم وهي البيئة المحطة التي يتعرض لها الطفل ومن ضمنها اصدقاءه ووسائل الإعلام ومن هذا المنطلق الذي نشاهده اليوم من عروض أفلام الكرتون الخاصة بالأطفال أغلبها غير هادفة مطلقا وليس لها أي معنى بل إن أفكارها هادمة وتركيزها على العنف والاستخفاف بعقول أطفالنا صحيح إنها تبعث البهجة والسرور لدى الطفل ولكن كثيراً من الناس يستهين بالنتائج التي غالباً ما تكون خطيرة فعند رؤيتنا لتلك الأفلام الكرتونية التي تبث في القنوات الفضائية العربية وعلى سبيل المثال لا للحصر مسلسل الكرتون المدبلج (أبطال الديجيتال) وهو عالم من الخيالات التافهة غير الهادفة والتي تعتمد على العنف في شخصيات العرض والمشاجرات بين الأبطال والأشرار أي أبطال وأشرار بهذه الأفكار الهدامة ونحن بصدد ذلك غافلون ولا نعلم مدى تأثيرها على أطفالنا فلذات أكبادنا اكبر همنا أن نراهم مسرورين بمشاهدتها غير آبهين بالنتائج المترتبة وخاصة أن الأطفال يشاهدون تلك الأفلام الكرتونية بما لا يقل عن ساعة باليوم أي ثلاثين ساعة بالشهر كحد ادنى وجميعها ذات أفكار هدامة خاصة إنها تخاطب تلك العقول البريئة التي تتأثر بما حوليها من أفكار وهم أطفالنا الأبرياء ضحية تلك الأفكار غير الهادفة واعتمادها على مبدأ العنف والقتال والمشاجرات وكل هذه الصفات تنعكس سلبيا على سلوكيات الطفل فدور وسائل الإعلام ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام في متابعة ما يعرض بالتلفزيون السعودي من افلام الكرتون فلماذا لا يقوم التلفزيون السعودي بانتقاء عرض تلك الأفلام الكرتونية بحيث تكون هادفة وتبنى أفكارها على مبدأ القصص التوعوية للعظة والاعتبار ويقام سيناريو الفكرة على قصص التاريخ والفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء وقصص المستكشفين والمخترعين الأذكياء وعالم الفضاء بحيث يستفيد منها الطفل وتعكس ايجابياً على مستوى ثقافته وتوعيته وأذكر على سبيل المثال برنامج افتح يا سمسم والمناهل تلك البرامج الناجحة والتي لاقت اعجابا كبيرا من الأسرة خاصة انها تركز على مبدأ التعلم والثقافة وهما مطلبان مهمان للغاية ودوراهما اساسيا في نشأة الطفل لذلك اناشد كل مسؤول في وزارة الثقافة والإعلام وادارة برامج التلفزيون السعودي بالتركيز على الأفلام الكرتونية الهادفة البعيدة عن الأفكار الهادمة وحذف كل ما يعرض من أفلام الكرتون التي تركز على العنف ذات الأفكار السلبية واتمنى على المدى القريب انتاج فيلم كرتون محلي باللغة العربية الفصحى (لغة القرآن الكريم) وسيقوم سيناريو العرض على القصص التوعوية والثقافية والعلمية والتاريخية وكل ما فيه من استفادة بما يعكس على مستوى ثقافة وأفكار الطفل انعكاساً ايجابياً ملحوظاً على تربيته ونشأته مع العلم أن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين وتأثيره ينعكس على ما تعرضه وتبثه للمشاهد المحلي وكذلك اناشد وزارة التربية والتعليم في التركيز على تخصيص برامج توعوية هادفة وتربوية في ظل نشأة الطفل حتى نثمر رجالاً صالحين ملتزمين لخدمة وطنهم الغالي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى